السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خير على هذا الموقع وجعله الله في ميزان حسناتكم ..أنا متزوجة منذ 4سنوات لدي بنتان عمر الاولى 3سنوات ونصف وعمر الثانية سنة ونصف
أحتار جدا في طريقة التربية ولا أعرف من أين أبدا بنتي الكبيرة شخصيتها خوافة ومدلعة من قبل جدتها جدا جدا بما انها اول الاحفاد وبنتي الثانية شخصيتها اقوى والمشكلة تمكن في شخصيتي أنا
أحبهم وأحن عليهم كثير ولكن أحيانا أفقد أعصابي وأصرخ بصوت عالي من بعض التصرفات التي تصدر منهما لا أريد أن أصرخ أريد أن أتمالك أعصابي أريد أن تكتسب البنتان صفات جيدة ..
دلوني كيف اتعامل معهمها علما ان الكبيرة تغااار جدا من اختها مما يسبب توتري وعصبيتي اخاف ان تشعر الكبيرة بتفضيل اختها هذا بالاضافة الى انني اتشاجر مع والدهما امامهما
اكتشفت مؤخرا ان الكبرى توجد ثعلبة في راسها صغيرة جدا قرات عنها فوجدت انها نفسية . دلووووني في التربية الصحيحة دلووووني كيف اتعامل معهما تعامل صحيح وماالذي يصح امامهما وما الذي لا يصح؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أختي الفاضلة:
أشكر لكِ ثقتكِ بموقعنا، وأسأل الله-عز وجل- أن نكون عند حسن ظنكِ بنا، قرأت رسالتكِ ولمست من خلالها حرصكِ واهتمامكِ لمعرفة الطرق لتربية بناتكِ.
وهذا وإن دل يدل على حسًا تربويَا رائعًا لديكِ، فبارك الله في جهودكِ وأمدكِ بالصبر والحكمة؛ للسير ببناتكِ لبر الأمان، إنه سميع مجيب الدعاء.
بداية ذكرتِ مشكلة ابنتك الكبرى وغيرتها من أختها، واختلاف شخصية كل واحدة عن الأخرى، وهذا أمر طبيعي فلكل طفل شخصية مستقلة عن غيره، واعلمي أن لكل طفل طريقة خاصة في التعامل مع ما يتناسب مع شخصيته.
فلا غرابة في غيرة البنت الكبرى من البنت الصغرى، فقد ارتبطت البنت الكبرى بكِ وبوالدها فترة من الزمن، كانت هي الوحيدة والمدللة، ومن ثم جاء من يقاسمها الحب والاهتمام.
فلا غرابة من غيرتها، وقد تكون هذه الغيرة للفت انتباهكم، فربما تجد منكِ أو من والدها تدليل واهتمام بأختها؛ وحتى تستطيعين التغلب على هذه المشكلة إليك بعض الخطوات التي أتمنى من المولى-عز وجل- أن تفيدك:
- وفري لطفلتكِ الحب والحنان والاهتمام، وحاولي قدر المستطاع إشعار البنت الكبرى بأنها مميزة.
- حاولي أن تقومي بالتقريب بين طفلتيكِ، وأشعري الكبرى بأنها مسئولة عن أختها الصغرى، فاجعليها تهتم بها وتساعدها في أمورها.
- أنصحكِ بعدم التفرقة بين الأختين في المديح والإعجاب بشخصية أحدهما؛ لأن هذا الأمر يزيد من الغيرة، ولكن حاولي أن تكوني مساوية لهما في المدح والثناء.
- كافئي ابنتكِ عندما تلاعب أختها الصغرى، أو تساعدها في بعض أمورها، أو تحسن إليها؛ لان هذا يشعرها بالسعادة، ويجعلها تتقرب من أختها أكثر.
- حاولي جاهدة بارك الله فيكِ أن لا تستخدمي أسلوب الصراخ؛ فالصراخ والغضب ليسا مستحبين في التربية، وآثارهما غالبًا ما تكون سلبية، وهذا الأمر يحتاج منكِ صبر وتحكّم بأعصابكِ، وأنت ستكونين قادرة-بإذن الله- على تخطي هذا الأمر.
-ومن الأمور التي يجب ألا تبالغي فيها هي الدلال الزائد، والتهاون في التربية، فهذا قد يفسد الأطفال، حيث يتوجب عليكِ الاعتدال، لا تفريط ولا إفراط .
- أقري بعض الكتب التي تهتم بالتربية، وحاولي حضور بعض الدورات التدريبية في تربية الأبناء؛ حتى تستفيدي منها.
أما بالنسبة للخلاف بينكِ وبين زوجكِ حول أي مشكلة، فلا يكون ذلك أمام الأطفال؛ لأن الشجار بين الوالدين أمام أولادهم له الكثير من الآثار السلبية على نفسيتهم.
وتذكري-حفظك الله- أن الشجار ليس الحل الوحيد لأي مشكلة، ولكن التحاور والتفاهم هو الوسيلة الإيجابية لمواجهة المشاكل، ويكون ذلك بعيدًا عن الأطفال حتى ينعموا بأجواء هادئة.
أخيرًا أتمنى أن تطمئنينا عن أخبار طفلتيكِ، وثقي أن كلنا آذان صاغية، فلا تترددي في طلب الاستشارة، وفقكِ الله في تربية طفلتيكِ، وجعلهم الله قرة عين لكِ ولوالدهم.
الكاتب: أ. شيخة صالح الليلي
المصدر: موقع المستشار